مَفْتُوناً بالرُّخام في ندائِهِ

مَفْتُوناً بالرُّخام في ندائِهِ

خالد حسين

I
أَقْطِفُكِ
وتَقْطِفِيْنَنِي مِنَ العَالم
قَلْبَانِ بغيمةٍ وأُغْنِيَةْ …!
قَلْبَانِ يتفتّحان في حَقْلِ ريحَان…!

II

لا مَكِيْدَةَ مع فِتْنَةِ الظِّلال
أَلَا… إنَّ في أَهْدَابها تَسْهَرُ النُّجومُ أبداً:
آه يا ظلَّ القلق الذي يَزْدَحِمُ في عَيْني الغَزَالة…!
قَلْبُكِ المتوّجُ بذهبِ المسَاء،
جسدُكِ حيثُ السُّفوحُ تَتَوَاطَأُ وارتعاشةِ النَّهار الأخيرة،
دَسَائسُ الغَيم، البروق، أنثى بنداءِ الرّيح في جَسَارتِهَا،
ها هي الأرض تُعِدُّ هِضَابَهِا: أيها القمر المُضْطرِم بوميضِ الرَّغبة…!

III

لأناملها الطّويلة؛ تنهضُ القصيدةُ امتداحاً
على الضفة الأخرى من الغامض
يتبصّرُ في ألغاز هذه التخوم؛ حيثُ الألفةُ بخديعتها…!
يروي الشَّاعر لندمائِهِ عن مَغَانمِ الرّقةِ في لغتها…عن اليمام الذي يؤم غِيَابَها،
في منعطفِ القصيدةِ يذوب كحلاً في عينيها
أيُّها الشَّاعر لا تنسَ أَنْ تروي في أَمَاسيكَ التائهةِ عن الليالي المعطّرة برنينِ خلخالها الفضيّ،
عن أَسْرابَ الفراشاتِ التي تكلّلُ عتبةَ أَحْلَامِهَا…

VI

تلك المضاربُ القريبةُ من نوافذِ السَّماء،
يا لوعةَ الغَمَام في المنحَدارت!
يا لهفةَ الجِهَاتِ في زرقتها!
مَفْتُوناً بالرُّخام في ندائه سيحتفي بِكِ الشّاعرُ أبداً،
غزالةً تميلين بالفاكهةِ التي فيكِ، يتفتّحُ الّليلُ عناقاً، نجمتان تتجمّران شراسةً في آهةٍ، روائحُ الحَرْمَل تَتَصَاعدُ في أعلى الصَّرخة، تنفسحُ أشجار الزيتون العملاقة على سفوح الجبال القريبة من حنينكِ…
مضى الليل إلا غَلَسَاً
في أَسْفَلِ الصَّرْخةِ يومضُ نيزكان في رَشْقَةِ رَمَادٍ..

V
في هذا التناهي ــ الجسد
حقولُ الحنطةِ بشساعتها،
اللامرئيُّ برمّتهِ، بغمازتيه، بلون عينيهِ الضّاربِ إلى عَصَافير الحَيرة
أيّتها الأُنثى التي تُتْقِنُ كيف يغطسُ في رمالِها العَاشقُ،
من “فرط الافتتان” بعينيكِ يُكابدُني الفراغُ بَدَدَاً…!

اترك ردّاً