ليلُ نبيذٍ في خديعةِ النجوم …!

خالد حسين

“كنتُ أراكَ تلمُّ أوراقكَ وتلمُّ قلبي معها”

I
يا لهذه الأَسَاورِ النادرة،
خَواتمُكِ إشراقاتٌ من هِبَةِ الزبرجد، حجر الشّمس واللازورد في كَنَفِ الذَّهب،
هذه القلادةُ، التي يضلّلُها فِنُاءُ عُنُقِكِ بمجدِ رُخَامهِ، مشغولةٌ بشَهْقةِ العقيقِ،
تلكَ هي الحيرةُ في يقظتها: تائهٌ في خَديعةِ النُّجوم!

II

أَبَدَاً
ليسَ بوعيدٍ طارئٍ
هذا الإغراءُ المتفتّحُ في شفتيكِ
مساءَ الوردةِ داهمني دمارٌ هو الأكثرُ فتنةً…!

III

كـ”صفحةِ ماءٍ” مترعة بثراءِ الزُّرقة.
كفسحةِ لاڤندر في آخر الممرِّ؛
حيثُ يتقدُ العِطرُ كشفتيكِ في أَجِيْجِ تلك القُبلةِ الغاشمة.
كرشاقةِ حبةِ الكستناء
يُعْلِنُكِ الوقتُ عذوبةً للصّباح…
بينما ضحكتُكِ تَسْكُبُ ليلاً من النَّبيذِ بجوارِنَا الهَادِىء!

IV

مُبَاغِتٌ جمالُكِ
طعنةُ نجمةٍ في قَلْبِ الغَسَقِ.
الحديثُ الصَباحيُّ يبتكرُكِ مدينةً، لُغزَ مِسَلّةٍ، هذه الممراتُ تستيقظُ تحتَ وطأةِ التّيه.
على ضِفَافِ الطَّريق صباحُكِ يُبدِّدُ قسوةَ الغَابةِ الحجرية،
كنتُ أراكِ، أَرَى اليمامةَ َ تختفي في وهادٍ عمياءَ، يُطاردُها قلبُ الغريب.
مُبَاغِتٌ هذا الجمالُ؛
قصيدةٌ تقطفُ وردةَ الليل؛
سيروي العابرُ، في عبورِهِ المرتقَبِ، عن مُهْرةٍ من المرمر يلوذ بهاءُ الينابيعِ بعينيها!
عند يديكِ، في ظلالِ رُموشِكِ حيثُ تَفْتَحُ الأبديةُ قَلْبَهَا للكلمةِ:
مَنْ يؤرّخُ ميلادَ السَّماءِ الجديدة؟

V

مع كلِّ لمسةٍ من أَصَابعِكِ
تَتَشَتَّتُ أغبرةُ العُزْلةِ عن مُنْحدر الأُلفةِ.
مع كلِّ لمسةٍ من أَصَابعِكِ
الفصولُ تحلُّ برمّتها، تُخاتلُنِي الكلماتُ زنابقَ تُوْمِضُ في مَصَاطِبهَا،
فتنةُ عَراءِك تفيضُ في سماءٍ غرفةٍ مَطْعونةٍ بضوءٍ مُخْضَرّ.
ها هي أهدابُكِ تمتدُّ بوحشيةٍ لتُحيطَ بهذا العَالم!
إنَّها غوايةُ هَدِيلكِ، بريقُ الرّغبةِ المتوهّجُ على تويجات نداءكِ، الغوايةُ بعرائشِهَا، العناقُ بثراء مواسمه يَسْتَحْوِذُ على الليلِ والنّهارِ!