كاوا رشيد

عندما يُسدلُ الليلُ ستائره الحزينة،
وتغيبُ الشمسُ عن وجنتيكِ
تهاجرُ النوارسُ نحوَ المنافي البعيدةَ،
وأبقى على شواطئِ الإنتظار غريقً في بحرِ هواكِ،
تتقاذفني أمواج الشوق كقاربٍ تائه لا مرفأ له إلا عيناكِ
أحدّقُ في القمرِ؛ أراهُ وجهَكِ المضيء،
وأعيشُ أسيراً في قلاعِ عشقِكِ،
أبعثُ إليكِ عبرَ الأثيرِ حنيني وصبابتي
أوكل إلى نسيمِ الليلِ أن يحمل إليك قبلاتي
أدوّنُ شوقي في دفاترِ الريح، وأدثرُها بأنفاسي.
أُخفي ألمي خلفَ ستارِ ابتسامتي الشاحبةَ،
أخمدُ نيران وحدتي وأسكب الصبر على نيران روحي
أراقبُ النجومَ بعينٍ واهنةٍ
أرى السماءَ ملبدةً بغيومِ الأسى،
تمطرُ وجعي دموعًا،مخففةً من حزني و آهاتي .
خليلُ الليلِ سجائري
سجائرٌ تحترقُ كأوراق أحلامي،
دُخانٌ يرسمُ طيفَكِ على جدارِ الليلِ ،
طيفٌ يستوطنُ بين ثنايا القلبِ وجنباتِه.
أنثرُ أفكاري في عتمةِ الليل،
أنادي باسمِكِ ،أبحثُ عن صدى صوتِكِ بين أجنحةِ السكون.
أحملُ صبري كناسكٍ أرهقهُ الشوق،
أحملُ صليبَ الأملِ، كأنني المسيح
أقاومُ الفراقَ بشجاعةٍ كما قاومَ الحسينُ الظلمَ في كربلاء،
وأبقى…
أقاومُ شوقي حتى يبتسمَ لي الفجرُ،
فجرٌ يحمل في خيوطه وعد اللقاء.