عابرةُ سبيل

همرين بركو

أمرُّ فوق أحزاني
بتَراتيلَ من الألم،
وأصابعِ الندمِ كتبتْ
لمن لا يستحق
دفءَ أوردتي.

أوّلُ الغيثِ قطرة،
وأوّلُ الحبِّ همسة،
تلك الهمستينِ اللتين
أوقدتا المشاعر
في ربيعٍ بلا زهور،
وغيثٍ بلا مطر.

سُحقت الكلماتُ كما الرماد،
وتناثرت الذكرى
مع رياح الهجران…

من قال إنّ اللامبالاة
لا ترسم حدودَ الفقد؟
ومن قال إنّ الفقد
لا يؤلم؟

كلُّ فقدٍ
انتفاضةُ جرحٍ،
وألمٌ لا يكلُّ ولا يملُّ
من وخز الروح في ندوبه،
تلك الندوب التي ظلّت مفتوحةً…

لا شفاءَ بعد سُقم،
ولا رجوعَ بعد خذلان.
هكذا هو الزمان:
يُعلّمنا الأمان،
والبشر تلتهم الأمان.

اترك ردّاً