ليلة الوداع..

جميلة موسى

1

قلت له
اترك ملعب عشقنا
دع الرياح والعواصف تهزّه
اتركه للشرّ
فبازدواجنا يموت من نحبّهم نحن الاثنان
لا نريد مفارقتهم
ولا نريد للموت سبيلًا بين دمائنا في هذا الملعب

وقلت وقلت وقلت
يا حبيبي، وجودنا هنا يزيد العناء
قلوبنا جبال لا تحتمل بحارًا
لا يرسو عليها الأمل ولا اليأس

قلت له
عشقنا الحقيقي أصبح وهمًا
وأزهارنا البنفسجية ماتت من الانتظار
عينيّ لم تلتفتا إلا للسماء
أحدّق في ذلك الغراب الذي يرمقني من بعيد

قلت له:
يكفينا ما نحمله من عذاب
لا تعد تحلم بشفاه حمراء
فأنا اليوم أتقن فنّ الخداع
الوعود التي قطعتها أمام الله
ذابت مع ثلج شتاء قارس

اذهب
ولا تؤمن بتفاهات كانت
كانت ليلة وداعنا
لكنني لم أودّعه
لأنني وعدته باللقاء
سجود أمام الله
ما قلته لم يكن سوى رؤية في المساء

2

خوف الممات قبل اللقاء
خوف الممات يسبق خطاي
وأعوام الفراق تمضي كالجمر في صباي

مرّت بسمتك في خاطري كسحابة عابرة
فأشرق قلبي وقلت: حيّ على اللقاء

ووالله لأصبرنّ، ولأصنعنّ المعجزات
ولأجهدنّ في دروب الهوى رغم الظلمات
ووالله لأجدنّ دواء العشّاق الموجوعين
وأعيد للقلوب نبض السنين

فإن تشرق الشمس يوماً من مغربها
ويصبح المستحيل وعداً عند الصباح
فلن يهدأ القلب، ولن يسكن الجراح

يا خالقاً وهبتك قلباً لا يخشى سواك
فلا تتركني للموت دون رؤياه

ملك الموت حاضر وينادي باسمي
تعالي ستجدين العلياء في السماء
لكنني أجيب
وما أريد سوى العلياء على الأرض
مع الحبيب، حيث يلتقي القدر بالوفاء

يا معشر العشّاق من عشرتم؟
فبيني وحال الشوق نار وجراح
ليتكم تدرون ما بين السطر والسطر
ففي الحروف شوق ذبّاح

كن لي أنيساً في ليالي المساء
وفي نور الصباح وضّاح

يا شوق، كدت تفتك بنا
لولا الوصال، لضاع المفتاح
وزاد الغرام، وزادت لوعته
حتى بات القلب يشكو الإفصاح

فهل إلى حبّ يعيد السكينة
أم سنظلّ أسرى لشوق جموح وصياح؟

اترك ردّاً